أكد إبراهيم فخر، مخرج مسلسل «ابن حلال»، سعادته بالحالة التى أثارها مشهد حرق الابن للأب فى أحداث المسلسل، وقال إن شعور شريحة عريضة من المشاهدين بالصدمة أمام هذا المشهد، يشعره بالراحة، ويؤكد له أن مجتمعنا ما زال يقدر قيمة احترام الأب، وتقديس العلاقة بين الآباء والأبناء، رغم كل ما يقال عن تفكك الأسرة المصرية، موضحا أنه كان سيصاب بصدمة لو أن الجمهور التمس مبررات لهذه الجريمة بهذا الشكل، لأن هذا يؤكد أننا أصبحنا بالفعل مجتمعا دمويا.
وأبدى تعجبه من ردود أفعال الجمهور الذى تعاطف مع «حبيشة» محمد رمضان، وقال إن موقفه جاء متناقضا مع موقف المشاهدين فى شخصية «رشدى» التى جسده الفنان محمود الجندى، والتى تسببت فى تدمير من حولها بحبه لذاته، بعد أن جعل من ابنه «خالد» حسام داغر شخصية مختلة نفسيا، بقسوته عليه، ثم زواجه من البنت التى أحبها، كما دفع زوجته للانتحار بسبب بخله ومعاملته السيئة لها، ورغم ذلك رفض الناس أن يموت بهذه الطريقة على يد ابنه.
ويرى فخر أن الدراما يجب أن تداعب العقل، وأن تثير جدلا حولها، وإن لم يحدث هذا فهى دراما بلا لون أو طعم ولا رائحة، مؤكدا أن العمل الفنى يجب إلا يقف عن حد عرض صورة أو حكاية بلا قيمة.
وأشار إلى مسلسله السابق «خرم إبره» الذى قدمه العام الماضى، ولعب بطولته الفنان عمرو سعد، وقال إن العمل تناول قضية مهمة فى مجتمع المهمشين، وهى قضية العمل، وكشف المسلسل عن منطق الشباب فى اختيار الوظيفة المناسبة من وجهة نظره، والتخلى عن أفكار التى قد تدفعه لطريق الجريمة، ولكن المسلسل لم يحظ بنسبة المشاهدة الواسعة التى حظى بها «ابن حلال»، ولم تصل حالة الجدل التى أحاطت به إلى هذه الدرجة التى أثارها مسلسله هذا العام.
وأضاف أنه يحاول فى أعماله تأصيل مدرسة جديدة فى الدراما تهتم بالطبقة المهمشة، وتتناول الظواهر التى تطرأ على هذا المجتمع، وأن تقرير لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للثقافة الذى انتقد هذا المشهد لا يزعجه، بل على العكس يجعله يشعر بأن الرسالة وصلت.
وأكد مخرج «ابن حلال» أن الدراما يجب أن تتخلى عن الدور التعلمى، وتوجيه الدروس المباشرة للمشاهد، وأن تكون عاملا مساعدا لخبراء علم الاجتماع فى دراسة الأمور العارضة التى يمر بها المجتمع المصرى.
ونفى إبراهيم فخر أن يكون مسلسله قد تناول قضية «هبة ونادين» والتى راحت ضحيتها ابنة الفنانة ليلى غفران، وقال إن تلك القضية أغلقت بصدور حكم نهائى تم تنفيذه، وأن جريمة القتل التى تناولها المسلسل لم تكن الأساس فى العمل، ولكنها مجرد مدخل ينفذ من خلاله لهذا المجتمع الذى يريد تناوله، والحديث عن همومه وأوجاعه، وتشابهها مع أى قضية فى الواقع لا يعنى أنه يقصد قضية بذاتها.
وأضاف أنه لم يتعرض لتفاصيل عن حياة الفتاة القتيلة، ولوكان يتناول شخصية «نادين» لكان بالضرورة أشار إلى والدتها الفنانة المعروفة، وأوضح أن شخصية الرجل المهم التى جسدها الفنان أحمد فؤاد سليم، كان رمزًا للسلطة دون تحديد لطبيعة نفوزه، وإن كان بسبب منصب سياسى أو ثراء مادى، لأنه كان يبحث عن الحالة وليس نقل صورة من الواقع.
وعن الانتقادات التى لاحقت عملية اغتيال «حبيشة» والذى وصفه البعض بمشهد من السينما الأمريكية، قال فخر إنه سأل عن كيفية مداهمة المجرمين الخطرين، وعلم من قيادات فى الداخلية بأن العمليات الخاصة هى من يقوم بهذه الماهم، وأنها مجموعات تتكون من 4 أو 6 عناصر، وترتدى ملابس سوداء وخوذة وواقيا للرصاص، ومظهرهم كما بدوا على الشاشة، ولكن البعض تحدث عن الكشافات المثبتة على الخوذة، وهذا ايضا من الواقع ولكن ربما لأن الناس لا ترى هذه المجموعات كثيرا ولا تعرف شكلها أو طريقة عملها.
وأبدى فخر سعادته بتكريمه الأسبوع من المخرج أحمد صقر رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون عن مسلسل «ابن حلال» الذى يشارك القطاع فى إنتاجه، وقال إن هذا التكريم يمثل دافعا له على تقديم المزيد من الأعمال هذا المستوى.