هناك العديد من الأسباب التي تجعلك لا تتورّطين في مقارنة طفلك بغيره من الأطفال، سواء كانوا من أقاربه أو جيرانه، لأن المقارنة تضرّه ولا تفيده، وتؤثّر على ثقته بنفسه، وتجعله غير قادر على استكمال مراحل نموه بشكل طبيعي.
فيما يلي بعض هذه الأسباب:
1. تؤثر على تقديره لذاته
من أحد أهم الأسباب التي لا يجب أن تقارني طفلك بسواه من أجلها، أن هذه المقارنة تؤثر على تقديره لذاته. أنت نفسك، هل تحبي أن تقارني بغيرك؟ فقد وجد الباحثون أن عدم تقدير الإنسان لنفسه تعود جذوره في الأغلب لمرحلة الطفولة، لذا لا تدع طفلك يشعر أنه أدنى أو أقل من الآخرين، حاولي إمساك العصا من المنتصف، بحيث لا يشعر لا بالغرور ولا هوان الشأن.
2. كل طفل مختلف عن غيره
كل طفل متفرد بذاته، ولا يشبه غيره -مهما بدت السمات الشكلية متقاربة- وله مهاراته ومواهبه وقدراته التي يتمتع بها. وماذا سيحدث إذا كان هناك طفل يحب الموسيقى وطفل آخر لا يحبها؟ خاصة وأن الطفل غير الموسيقي ربما يكون رياضيا، أو يجيد الكتابة، أو يتفوق في الحاسب الآلي. اتركي أطفالك يختبرون قدراتهم، وينحازون لما يحبونه، ويطوّرون مهاراتهم في الاتجاه الذي يحبونه.
3. الاستياء
المقارنة تدفع الطفل للشعور بالاستياء البالغ، وتمنحه تصورًا خاطئا عن نفسه. وتجعله يعتقد أنه أقل من المحيطين به، وربما لن يكون مثلهم يوما ما! لذا تجنب المقارنة، حتى لو من وراء الطفل، أو في غيابه، فقد يصله الكلام مشوهًا، ويتسبب في تعبه نفسيًا.
4. تظل في الذاكرة
قد تتعجّبين لطول ما يحتفظ الأطفال بالذكريات في عقولهم، حتى بعد أن تكوني أنت نفسك قد نسيت الأمر، وبعد سنوات ربما يذكر لك طفلك ما سبق أن قلته له، في مجال المقارنة بينه وبين غيره، وكيف ساءه الأمر، وأثر على مساره وطموحاته. حتى لو لم تكوني تقصدين المعنى الذي وصلهم تمامًا.
5. الصورة الشخصية
مع الوقت، وتكرار المقارنات، سوف يتكوّن لدى الطفل انطباع ما عن نفسه، خاطئ في الغالب، ربما لا ينجح في تغييره أبدًا، حتى عندما يكبر، ومن ثم يبدأ الاستجابة لهذا الانطباع، ويتعامل على أساسه، ما يجعله يرضى بمستوى تعليمي وحياتي أقل مما يمكنه أن يحقق، استجابة لصورته عن نفسه.
6. فروق فردية
فترة الطفولة ليست سباقا لتحقيق أعلى الدرجات، أو الحصول على كل الجوائز. وعادة ما يشعر الآباء بالقلق تجاه أبنائهم الذين لا يسيرون على نفس خطوات أبناء أصدقائهم أو ذويهم. أو يتأخرون عنهم في شيء ما، أو مهارة معينة، لكن الحقيقة أن هناك فروقا فردية، بين الكبار والصغار، تجعل لكل إنسان عالمه الخاص، فليس هناك كتالوج يسير عليه الجميع. احترمي تفرّد طفلك، واتركي له العنان كي يكتمل على مهل.
7. الغرور
لا تقارني طفلك بغيره، سواء إذا كان أقل من غيره أو أفضل، فكما لا ينبغي منحه الشعور أنه أقل من سواه، لا ينبغي منحه الشعور أنه أفضل للغاية ممن سواه، كي لا يصاب بالغرور، أو يحتقر الآخرين. كوني متوازنة في إيصال صوته عن نفسه له. ولا تتهاوني في سبيل منجحه صوة صادقة عن نفسه وقدراته.
بصفة عامة، اتركي طفلك على راحته. قوّي صفاته الحسنة وساعديه على تدعيمها، وحاولي تخليصه من الصفات السلبية، ومساعدته على تخطيها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق